من أركان الإيـمـان أيضاً الإيـمـان بكتب الله عز وجل. و معنى هذا أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه و رسله. و من هذه الكتب ما سـماه الله تعالى في القرآن الكريم, و منها ما لم يسم, و نذكر فيما يلي الكتب التي سـماها الله عز و جل في كتابه العزيز:
1) التوراة: و قد أنزلت على موسى عليه السلام.
2) الإنجيل: و قد أنزل على عيسى عليه السلام.
3) الزبور: الذي أنزل على إبراهيم و موسى.
و أما الكتب الأخرى التي نزلت على سائر الرسل, فلم يخبرنا الله تعالى عن أسمائها. و يجب علينا أن نؤمن بهذه الكتب إجمالا, و لا يجوز لنا أن ننسب كتاباً إلى الله تعالى سوى ما نسبه إلى نفسه مما أخبرنا عنه في القرآن الكريم.
كما يجب أن نؤمن بأن هذه الكتب جميعاً نزلت بالحق و النور و الهدى, و توحيد الله عز وجل, و أن ما نسب إليها مما يخالف ذلك إنما هو تحريف البشر و صنعهم.
و يجب علينا أيضاً أن نؤمن بأن القرآن الكريم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى, و أن الله اختصه بمزايا من أهمها:
أ) أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية, و جاء مؤيداً و مصدقاً لما جاء في الكتب السابقة من التوحيد و وجوب عبادة الله و طاعته. و جمع كل ما كان متفرقا في تلك الكتب من الحسنات و الفضائل, و جاء مهيمنا و رقيبا, يقر ما فيها من حق, و يبين ما دخل عليها من تحريف و تغيير. و أن القرآن جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدارين, و أنه نسخ جميع الشرائع الخاصة بالأقوام السابقة.
ب) أن القرآن الكريم هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد الله بحفظه, فقد قال الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" (الحجر, الآية 9).
ج) أن القرآن الكريم أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلّى الله عليه و سلم للناس كافة و ليس خاصا بقوم معينين.
و قد أخبرنا الله عز و جل عن التحريف الذي أدخله اليهود و النصارى على الكتب التي أرسلت إليهم ، و لهذا, فإنه لا يوجد اليوم كتاب على ظهر الأرض تصلح نسبته إلى الله تبارك و تعالى سوى القرآن الكريم, و من الأدلة على ذلك ما يلي:
1) أن الكتب التي نزلت قبل القرآن, قد ضاعت نسخها الأصلية و لم يبق في أيدي الناس إلا تراجمها.
2) أن هذه الكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس, من تفسير و سير الأنبياء و تلاميذهم, و استنباطات الفقهاء, فلا يعرف فيها كلام الله من كلام البشر.
3) أنه ليس لأي من تلك الكتب سند تاريخي موثوق لكي نستطيع أن ننسبها إلى الرسول الذي أرسلت إليه.
4) و من الأدلة على التحريف تعدد نسخ تلك الكتب و اختلافها فيما نقلته من الأقوال و الآراء.
5) ما تضمته تلك الكتب من العقائد الفاسدة و التصورات الباطلة عن الخالق سبحانه و عن رسله الكرام.